اعظم اسباب زيادة الرزق

         إن من المعلوم لدى المؤمنين أن السعة في الرزق من الأمور التي يسعى لتحصيلها كل إنسان سواء مؤمن كان أم لا، ويجب أن يعلم العبد المسلم أن الإنسان لا يصل إليها إلا بتوفيق من رب العزة والجلال، فتحصيل الانسان للمال من بين زينة الحياة الدنيا، مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف الآية 64:{المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا}، وجعل الله جل وعلا لزيادة الرزق واتساعه على صاحبه أسبابا يحصل باتباعها الأجر والثواب من الله، وفوق ذلك يحصل من سعة الرزق ما لن يحصله بدون تلك الأسباب، وفيما يأتي بيان اعظم اسباب زيادة الرزق بشكل مفصل:

     من اسباب الرزق الواسع على العبد الصدقة؛ فالصدقة صورة من صور تكافل المجتمع وتآزره وتعاون الناس فيما بينهم، والصدقة تشمل الانفاق قليلا كان أم كثيرا فالله لا يضيع أجر العباد، والله سبحانه وتعالى ينمي المال بالإنفاق منه ويزرع في المال المنفق منه البركة والسعة، ولا يعد الإنفاق نقصانا للمال أبدا، بل على العكس تماما هو نماء له، أيضا من اسباب الرزق الواسع الزواج والنسل أو الولد؛ فقد وعد الله عز وجل الفقير بالغنى إن تزوج، والولد؛ فهو من اسباب الرزق الواسع، وقد نهى الله جل في علاه عن الامتناع من الإنجاب خوفا من الرزق، فكل مولود يولد ورزقه يأتي معه، فقط على آبائه اتخاذ الأسباب والتوكل الله في ذلك، بالإضافة إلى أن اعظم اسباب زيادة الرزق تتمثل في التقوى؛ فالتقوى هي باب كل خير يحل بالمتسم بها، وهي بلا شك المانع من الوقوع في كل ما حرم رب العزة والجلال، وهي أيضا من الأسباب التي تفرج الكروب عن العباد، وتجلب لهم الأرزاق، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الطلاق الآيتين 2-3:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، والتقوى في تعريفها لعلي بن أبي طالب أنها: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، ما أجمل لغة أجدادنا، فمن كان نهجه في حياته التقوى فلا يخاف ولا يجزن على رزقه فسيدركه مهما بلغ الثمن، علاوة على هذه الأسباب يأتي سبب آخر وهو سبب عظيم أجره وفضله ألا وهو الاستغفار؛ فللاستغفار فوائد جليلة وكثيرة، كما أنه سهل على اللسان وبسيط لا يحتاج جهدا، وحدد له العلماء الجواز في أي مكان، وقد أمر الله عز وجل به، في قوله في سورة نوح الآيات 10-11-12:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}، أيضا من اعظم اسباب زيادة الرزق الدعاء؛ فهو الوسيلة الأسمى التي يناجي بها العبد  ربه تبارك وتعالى، وبه يطلب العبد ما يشاء من تفريج كرب، أو شفاء لداء أو مرض، أو سعة في الرزق، فما على العبد المسلم إلا الحرص على أن يدعو ربه متضرعا له وخاشعا وذليلا بين يديه، طالبا منه أن يوسع له في رزقه وينسأ له في أجله، وأيضا من اسباب الرزق الواسع التوكل على الله عز وجل، فيعتقد الانسان في نفسه أن الله سبحانه وتعالى لا معطي لما منع، ولا مانع لما أعطى، وأن لا أحد غير الله تعالى يستطيع أن ينقص من رزق الآخر شيئا، ولو فعل ما فعل، ولو اجتمع الكل على ذلك لما استطاعوا له فعلا، فيأتي الانسان بالأسباب ثم يتوكل على الله سبحانه وتعالى، مع يقينه التام أن الله هو المعطي، والرازق، والمانع، لارازق غيره ولا معطي غيره فإنما الرزق رزقه فلا يغتر الانسان إذا جد واجتهد وحصل المال فكل ما فعل ما هو إلا سبب وضعه الله تعالى لينال به ذلك العبد رزقه.

اقرأ أيضا: ايات قرانية لجلب الرزق بسرعة

اقرأ أيضا: اسباب ضيق الرزق وعلاجه