هل تقبل توبة الزاني

هل تقبل توبة الزاني

     التوبة من الزنا:

           هل تقبل توبة الزاني:

     تعتبر الزنا من أكبر الكبائر في اسلام، فالزنا هنا من أخبث الأفعال التي يفعلها العبد المسلم خصوصا إذا كان محصنا؛ متزوج فيضاعف ذنبه لأن هذا الانسان أنعم الله عليه بنعمة الزوجة ولكنه ترك المحلل له وذهب يبحث عن سبيل آخر لإشباع شهوته ورغبته، فهل تقبل توبة الزاني ؟
             لذلك أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم برجم هؤلاء الزناة بالحجارة حتى الموت، ولكن يمكن أن يرحمه الله ويستره ولا تصل زنته إلى أولي الأمر فأنذاك عليه بالتوبة إلى ربه توبة نصوحا وعدم الأقتراب من ذلك الفعل الشنيع مرة أخرى، قال النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص هذا :(لا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم، وأرجلكم ، ولا تعصوا في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله ، فهو إلى الله ، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عاقبه)، وعليه إن تاب إلى الله الإكثار من الستغفار، والأعمال الصالحة من صدقة وصلوات ونوافل وزكاة....، ليس هذا فقط بل على التائب إلى ربه أيضا إن يحاول القطع من الأعمال التي قد تؤدي به إلى الوقوع في نفس المعصية التي تاب منه وسيضيع جهده سدا، لكن الله تواب رحيم ويحب التائبين إليه قال تعالى :{إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}.

اقرأ أيضا : أنواع الزنا

     شروط التوبة المقبولة:


    التوبة من الوسائل التي وضعها الله لعباده لأن الأنسان بطبعه خطاء لذلك فالله سبحانه وتعالى قد جعل لنا سبيلا للرجوع إلى الطريق المستقيم، وهذه التوبة تستوجب بعض الشروط لذا فعلى التائب الالتزام بها وتطبيقها لكي تقبل توبته ويعود إلى رحمة ربه وعطفه وهذه الشروط سنذكرها كالتالي:

  1.  النية والإخلاص فعلى الانسان التائب أن يخلص في توبته، ويوقن إيقانا شديدا بأم توبته هي قفط لنيل مرضاة الله عز وجل.
  2.  عندما تتوب إلى الله عليك أن تترك من بالك العودة إلى ذلك الذنب والمعصية. 
  3.  على هذه التوبة أن تكون قبل العلم وصول أجلك لكي تعود إلى ربك؛ الموت.
  4.  الشعوم بالندم والحسرة على ما بدر من التائب من معصية وذنوب وتقصير في حق عبادة الخالق.
  5. القيام بالصالحات من أعمال خير وبر وعبادات وغيرها.
  6. الابتعاد عن أصدقاء السوء المعينين على المعصية والدعاء لهم هم أيضا بالهداية.

    علامات قبول التوبة 

     إن من علامات قبول الله عز وجل لتوبة العبد ومغفة ذنبه أن يصبح العبد الذي تاب إلى ربه بعد توبته هذه أفضل مما كان عليه قبل توبته، فتجده سبحان الله يتنافس في الطاعات وعمل الصالحات وترك الطالحات وتجده ممن يسارعون في فعل الخيرات وترك الذنوب والموبقات، وإن كان العبد خص توبته من معصية معينة فلا بد له أن يبادر في التخلص منها والتطهر من سائر ذنوبه واستغفار ربه والعودة إليه عودة لا رجعة فيها، ويملئ التائب قلبه بالخشية والخوف من الله جل في علاه، مع الإكثار من طلب المغفرة والاستغفار على ما اقترفه من ذنوب كثيرة كانت أو قصيرة فذلك واجب؛ لأن العبد لا يتوب إلى الله تعالى حتى يتوب الله عز وجل عليه، ويغفر ذنوبه ويهديه لصراطه المستقيم، وييسر له طرق الخيرات ويسد عليه ذرق العصيان والذنوب.

       اضرار الزنا 

     إن للزنا وانتشاره في شتى المجتمعات المسلمة وغير المسلمة مفاسد ضخمة واضرار الزنا عظيمة، وفيما يأتي بيان بعض هذه الأضرار بشكل مختصر ومفيد: 
        أولا حدوث الاختلاط في الأنساب، مما سيؤدي بالطبع إلى العديد من المفاسد الأخرى والكوارث؛ كانتساب الأبناء إلى غير آبائهم، وأن يأخذ الإرث من ليس من حقه إرث في أبيه أو أمه لأن النسب مختلط وربما ليس له أية صلة بأبيه أو بأمه، وأن يصبح الأجنبي محرما لمن هو غير محرم له والعياذ بالله من هذا كله، أيضا من بين اضرار الزنا حدوث التنازع والقتال بين الناس والقبائل بسبب زنا فهذه الفاحشة المنكرة قد تؤدي بالناس إلى الحروب، والفتن العظيمة، التي بدورها قد تبقى لسنوات وأزمان طويلة وهذه معضلة أخرى، أيضا من الأضرار أن تشيع الفاحشة والرذيلة والعصيان في المجتمعات، فينتج عن ذلك العديد من المشاكل والظواهر والمعضلات التي منها ما نعيشه؛ كخشية الرجل من أن يأمن لأهله أي زوجته وبناته، وأن تقتل هذه الفاحشة الخبيثة الغيرة في قلوب العباد وتشيع الدياثة بدلا عنها ولا شك أن هذا وارد في مجتمعنا الآن، وأن يختفي الحياء، والعفة بين الناس،والطهر، ويظهر بدلا عن ذلك الوقاحة والذلة والمهانة.

هكذا نكون قد أجبنا عن سؤال هل تقبل توبة الزاني؟ بنعم فأبواب التوبة مفتوحة والله غفور يحب توبة عبده إليه.

تعرف أيضا: ما هي شروط التوبة النصوح

youness mouftakhir
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع اسلام .

جديد قسم : تساؤلات

إرسال تعليق