قصة سيدنا سليمان والهدهد وقصته مع النمل
![]() |
قصة سيدنا سليمان والهدهد وقصته مع النمل |
سليمان عليه السلام
إن سيدنا سليمان عليه السلام من الأنبياء الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم، بسبب كثرة المواقف و العبر المستفادة من هذه القصص لسيدنا سليمان عليه السلام مع قومه، و مراحل دعوته و كل حياته بجميع تفاصيلها، و قد أعطى الله عز و جل لسيدنا سليمان عليه السلام مزايا فريدة من نوعها، و صفات لم تتواجد في غيره من الأنبياء و الرسل؛ حيث كان يتولى الحكم، و قد فهمه الله جل في علاه لغة الطير، قال الله سبحانه و تعالى في سورة النمل الآية 16:{و ورث سليمان داوود و قال يا أيها الناس علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين}، و كان عليه السلام قادرا على التحكم بالكثير من المخلوقات و الكائنات الحية كالإنس و الجن و الرياح والحيوان و النحاس الذي يلين بين يديه، قال الله سبحانه و تعالى في سورة سبأ الآيتين 12 و 13:{ولسليمان الريح غدوها شهر و رواحها شهر و أسلنا له عين القطر و من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه و من يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير* يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل و جفان كالجواب و قدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور}، و في هذه المقالة سيتم إيراد بعض قصص نبي الله سيدنا سليمان عليه السلام و سيتم بيان بعض ما يتعلق به و برسالته و دعوته و قومه عليه السلام، فما هي قصة سيدنا سليمان ؟قصة سيدنا سليمان مع النمل
كان سليمان عليه السلام يسير بجيشه من الإنس و الجن و الطير و الحيوان، فسمع صوت نملة تنصح زميلاتها وتأمرهم بالابتعاد عن طريق جنود سليمان عليه السلام خوفا من أن يحطمهن الجيش دون أن يرونهن، قال الله سبحانه و تعالى في سورة النمل الآية18:{حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لَا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون}، فعندما سمعها نبي الله سليمان عليه السلام تبسم من قول تلك النملة، و سعادة بما آتاه الله من فهم كلام الحيوانات و الطيور و الدواب، ثم رفع يديه عليه السلام إلى السماء داعيا ربه شاكرا له على هذه النعمة التي أنعم عليه بها، و جاء في الآية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى في سورة النمل الآية 19 :{فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين}؛ لأن ضحك الأنبياءِ يكون غالبا مجرد تبسم.قصة سيدنا سليمان مع الهدهد
غياب الهدهد و أخباره
كان سليمان عليه السلام دائما ما يتفقد جنوده باستمرار، و عندما لاحظ غياب الهدهد دون علمه و إذنه أقسم على تعذيبه إن لم يأته بعذر عن تغيبه، و ما قد كان أخره عن مجلس سليمان أنه شاهد خلال طيرانه قوما من أقوام ذلك العصر يعبدون الشمس، فتقصى وتحرى عن أخبارهم، ثم بادر إلى سيدنا سليمان علي السلام ليعلمه بما سمع و رأى من قوم سبأ. حين أخبر الهدهد سيدنا سليمان بأمر قوم سبأ و وصفه له وصفا دقيقا بكل التفاصيل، و نقله له بوضوح تام، بعد تيقن من المعلومة و اطلاع على تفاصيلها؛ حيث ساءه ولم يعجبه البثة ما رأى في هؤلاء القوم من عبادة غير الله عز و جل، فما زال يراقبهم و يتتبع أخبارهم و أحوالهم حتى أدرك جميع ما يكتنف القوم، و ماذا يعبدون، ثم اقترح على سيدنا سليمان الحل بأسلوب لبق و مهذب و ذكي.رسالة سليمان إلى ملكة سبأ
و عندها بعث سيدنا سليمان عليه السلام كتابا إلى ملكة سبأ ليرى هل كان طائر الهدهد صادقا في ادعائه أم لا، و قد تضمن الكتاب في طياته دعوة قوم سبأ إلى الإيمان بالله سبحانه و تعالى و الخضوع لأمر سليمان عليه السلام، فأخذت ملكة سبأ كتاب سليمان عليه السلام فقرأته ثم جمعت وزراء مملكتها و أكابر قومها و شاورتهم فيما استجد و ما جاء فيه كتاب سليمان عليه السلام، فأخذتهم العزة بالإثم و أشاروا عليها بقتال سليمان و عدم الركون له؛ إلا أن ملكة سبأ كان لها رأي مخالف عن قومها؛ حيث علمت أن صاحب الكتاب ليس كأي ملك أو سلطان عادي، و عرضت على وزرائها و حاشيتها أن ترسل هدية لسليمان تستعطفه بها و تستجلب مودته و عطفه، و من خلال تلك الهدية تعرف مدى قوة سليمان و جنوده بعد أن يحمل تلك الهدية زمرة من رجالها الأشداء و الأقوياء، فينظروا ما وصل إليه ملك سليمان، ثم بعد ذلك ستقرر الملكة هي ما سيكون الأمر إليه بشأن كتاب سليمان هذا.هدية ملكة سبأ
أرسلت ملكة سبأ الهدية مع قوة من رجالها الأشداء، و كانت الهدية تتكون من مجموعة من الحلي و الجواهر الثمينة، حتى إذا وضعوا تلك الجواهر و النفائس بين يدي سيدنا سليمان عليه السلام رفضها، و أظهر عدم حاجته لها نهائيا، ثم توعد نبي الله سليمان مملكتهم بإرسال جنود لا قبل لهم بها حتى يخرجهم من بلادهم صاغرين، فعاد رسل ملكة سبأ و أخبروا ملكتهم بكل ما حصل لهم، و وصفوا لها قوته و عظمة ملكه و نيته الوشيكة على غزو مملكتهم، فبعثت الملكة حينها إليه تخبره بأنها ستقدم إليه و تنزل تحت إمرته بعد أن تنظر إلى ما يدعو إليه، و سارت نحو سليمان عليه السلام برفقة جيش عظيم من قواتها الكبيرة.عرش ملكة سبأ
عندما علم نبي الله سليمان عليه السلام بقدومها إليه، أمر رجاله بتشييد قصر لها، ثم أراد أن ياتي بعرشها إلى قصره حتى ترى مظاهر قوة سليمان و عظمة ما وصل إليه ملكه عليه السلام، و لكي يكون جلوسها في الصرح دليلا على نبوته العظيمة؛ حيث تركته في قصرها و احتاطت عليه بالحرس و الأبواب المؤصدة و الجنود الكبيرة الأعداد، فأمر سيدنا سليمان عليه السلام جنوده و خواصه بأن يجلبوا له عرش ملكة سبأ في أقرب وقت ممكن، فتطوع عفريت من الجن على إحضاره بمدة قصيرة، فقال جن آخر من جنود سليمان عليه السلام :" أنا آتيك به قبل أن يرجع إليك بصرك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضته "؛ أي في رمشة العين، و كان صادقا عند قوله حيث ظهر عرش ملكة سبأ بعظمته و ما به من حلي أمام سليمان عليه السلام.أمر سيدنا سليمان عليه السلام جنوده بتغيير بعض المعالم في عرش ملكة سبأ من أجل امتحانها في معرفة العرش الخاص بها، فلما قامت و نظرت إليه قالت كأنه هو، و هذا من غزارة فهمها؛ حيث استبعدت أن يكون هو؛ حيث تركته مشيدا بالحراس و الأبواب شديدة الإغلاق، و يبعد في المسافة عن مكان وجود سليمان عليه السلام؛ مما يعني استحالة نقله بهذه الصورة و بهذه الفترة، فأرضية العرش بلورية، و الأسماك تجري من تحته بصورة إبداعية، و هو يشبه العرش الخاص بها إلى حد كبير، مع أنها تركت قصرها و فيه عرشها محاط بالجنود و الحرس، فلما سألها سليمان عليه السلام عنه قالت: كأنه هو لصعوبة نقله و استحالة ذلك، كما أن من الإعجاز أن يكون شبيها به لما فيه من تقارب في الشكل و التصميم الخاص به، فلما تيقنت ملكة سبأ أن ذلك عرشها و علمت بصدق نبوة سليمان آمنت به و تبرأت مما كانت تعبد هي و قومها.
اقرأ أيضا: تلخيص قصص الانبياء عليهم السلام
شاهد قصة سيدنا سليمان والهدهد والنملة في فيديو:
تعليقات: 0
إرسال تعليق