جزاء بر الوالدين في الدنيا والاخرة
![]() |
جزاء بر الوالدين في الدنيا والاخرة |
بر الوالدين
إن بر الوالدين هو التزام الابن برعاية والديه أمه و أبوه خاصة عند بلوغهم سن الشيخوخة، حيث يكونون في هذا العمر بالظبط في حاجة ماسة إلى الرعاية من جميع النواحي سواء النفسية أو الصحية وذلك لعدم قدرتهم على نوفيرها بنفسهم فهذا السن يتوقف فيه عطاء الانسان ويضعف، لذلك وجب على الابن الحرص على توفير كل وسائل الراحة لوالديه، و هو واجب ديني بالدرجة الأولى ولا ننسى أنه أخلاقي، و تعتبر طاعة الوالدين من أفضل الأعمال على وجه الأرض، و أجل الطاعات والعبادات التي تقرب العبد من ربه جل و علا بالاضافة إلى الذكر، كما أنه أعظم حق على العباد بعد حق الله عليهم، و قد وردت الكثير من الآيات القرآنية، و الأحاديث النبوية الشريفة التي دلت على أهمية برهما من أجل نيل رضا الوالدين، و تبرز أيضا فضل هذا العمل على العبد في الدنيا والآخرة.
فضل و جزاء بر الوالدين في الدنيا والاخرة
- اولا اقتران حق الوالدين بحق الله عز و جل وقد ورد ذلك في الكثير من الآيات القرآنية التي تأمر العبد المسلم بتوحيد الله عز وجل، و يتبعها الله تعالى ببر الوالدين، كما جاء في الآية الكريمة من سورة النساء الآية 36:{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } ، ومصداقا لقوله في آية أخرى من سورة الاسراء الآية 23: { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } . و بهذا تعظيم لبر الوالدين، وبالتالي فوجب العناية بهما خاصة في سن الشيخوخة كما ذكرنا، حيث يصبحان غير قادرين على خدمة نفسيهما، فيكونا بحاجة إلى من يخدمهم، و يؤنس وحدتهم، ويقضي حاجتهم وهذا كله مجرد سلف فهم يعتنون بك في صغرك لذلك وجب عليك الاهتمام بهم ورعايتم في كبرهم.
- ثم إن من جزاء بر الوالدين في الدنيا والاخرة أنه أفضل الأعمال و أحبها إلى الله سبحانه و تعالى فقد روي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه و أرضاه أنه قال:{ سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قالَ الصَّلاةُ على وقتِها قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ ثمَّ برُّ الوالدينِ قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ ثمَّ الجهادُ في سبيلِ اللهِ قالَ: حدَّثَني بهنَّ، ولوِ استزدتُهُ لزادَني }.
- إضافة إلى أن البار لوالديه ترجى دعوته دعوة البار مستجابةٌ بإذن الله ، و نتيجة بره بوالديه ينجيه رب العزة و الجلال من الويلات و الكربات في الدنيا و الآخرة، و يخلصه من الشدائد، ففي رواية تقول بأن بعض الأشخاص من العامة انطبق عليهم باب مغارة بصخرة كبيرة أي سد باب خروجهم، و لم يستطيعوا أن يخرجوا منها، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، و لم يعد لهم من ينجيهم إلا الدعاء بصالح أعمالهم، فدعا أحد هؤلاء الأشخاص ربه بأن يفرج عنهم، وكان هذا الشخص بارا لوالديه، فانزاحت الصخرة عن المخرج وخرجوا بإذن من الله عز وجل.
- فضلا عن الزيادة في الأجل و البركة في العمر فعن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم قال:{ لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمُرِ إلَّا البرُّ } والمقصود هنا في الحديث الشريف بزيادة العمر هو منح الصحة و العافية للانسان البار حتى يأتي يوم الأجل المحتوم وينقضي العمر ويتوفاه الله.
- أيضا من جزاء بر الوالدين في الدنيا والاخرة؛ الزيادة في الرزق عندما يفوز المسلم برضا ربه و رضا الوالدين ودعواتهما له، فإنه يوفق بأعماله كلها، ويأتيه الرزق من كل جانب، ويسهل الله عليه أينما حل وارتحل فالاستقرارالنفسي، و الرضا بنعمة الله سبحانه و تعالى يساعدان الانسان على التفكير السليم.
- ومن الجدير بالذكر أن بر الوالدين يبعث الراحة والطمأنية فيشعر الشخص الذي يخدم والديه، و يحس بأن كسب رضاهم براحة نفسية كبيرة، و أنه يؤدي واجبه الديني الكبير على أتم وجه، وواجبه الأخلاقي أيضا، و يرد الجميل لوالديه بخدمتهم وهم كبارا كما خدموه و ربوه و هو صغير لا يغرف شيئا.
- أخيرا وليس آخرا يكسب العبد البار لوالديه محبة الله ومحبة الناس فمن يبر والديه يكسب محبة الناس وهي قاعدة، و ينال تقديرهم، و يكون قدوة لأبنائه، فيبروه كما يبر هو والديه.
اقرأ أيضا: ماذا اعد الله للنساء في الجنة
اقرأ أيضا: وصف الجنه كما وصفها الرسول
تعليقات: 0
إرسال تعليق