فضل العشر الاوائل من ذي الحجة كل يوم

فضل العشر الاوائل من ذي الحجة كل يوم

فضل العشر الاوائل من ذي الحجة كل يوم

      كيفية استقبال العشر الاوائل من ذي الحجة

    لقد خلق الله سبحانه و تعالى الزمن، و جعل بعضا من هذا الزمان مفضلا عن بعضه الاخر، وهذا لكرمه علينا لأنه جل في علاه جعل أعمار هذه الأمة قصيرة ولذلك جعل هذه المواسم من أجل مضاعفة الأجر فيها، بالإضافة إلى أنه جعل الناس في هذه الدنيا كمثل التجار في أسواقهم عز و جل، فهم يتاجرون فيها مع الله جل في علاه الذي لا تنفذ خزائنه و لا ينقص شيء مما عنده تبارك و تعالى، و التجارة معه جل و علا لا تبور أبدا، مصداقا لقول الله سبحانه و تعالى في سورة فاطر الآية 29:{ إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }، فالعبد المسلم حين يتاجر مع الناس يكسب مكاسب ضئيلة جدا، أما حين يتاجر مع الله عز و جل فإن تجارته تؤتي ثمارا كثيرة و وافرة ويبارك الله تعالى في أجره، فالحسنة عنده جل و علا بعشر أمثالها، و تصل إلى سبعمئة ضعف، كما أن الله سبحانه و تعالى يضاعف لمن يشاء، مصداقا لقول الله سبحانه و تعالى في سورة البقرة الآية 261 : { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } ، و من فضل الله تعالى على الناس كما ذكرنا أن جعل لهم مواسم يزداد فيها كسبهم و ربحهم، فهذه المواسم هي مواسم للطاعات و القربات إلى الله، و يستكثر فيها الإنسان من العبادة والعمل الصالح، و يتنافس فيها مع غيره من المسلمين في تحصيل الربح الوفير و الأجر الكبير عند الله سبحانه، فالسعيد الفائز من استثمر هذه المواسم و اجتهد كل الاجتهاد فيها بأقصى ما يمكنه من أجل نيل محبة الله ورضاه سبحانه و تعالى، كموسم رمضان و من هذه المواسم العظيمة، موسم عشر ذي الحجة، و هي الأيام التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنها أفضل أيام الدنيا، و وجه المسلمين فيها إلى الاستكثار من العمل الصالح.
     و حتى يتمكن المسلم من الاستفادة فضل عشر ذي الحجة بأكبر قدر ممكن من الأجر و الثواب، و يستغلها بأفضل ما لديه من طاعات و قربات إلى الله جل في علاه فلا بد للعبد أن يتهيأ لاستقبالها بعدة أمور مهمة و أولية، و من بينها التوبة الصادقة إلى رب العزة و الجلال، فحري بالعبد المسلم أن يستقبل هذه الأيام الفاضلة بتوبة نصوحة صادقة إلى الله سبحانه و تعالى و أن يعزم كل العزم فيها على عدم الرجوع إلى المعاصي السالفة أو التقصير في الطاعات، و مما يحسن للمسلم أن يفعله لاستقبال هذه الأيام أيضا أن يعزم النية الأكيدة على اغتنامها و استغلالها، فالعبد لا يضمن أن يلاقي هذه الأيام مرة أخرى فربما الموت يداهمه ، فبدوره عليه أن يحرص على ملء هذه الأيام بالأعمال الصالحة و الأقوال التي ترضي الله عز و جل، و ينوي في نفسه أن يجتهد أيما اجتهاد في تحصيل أجور العشر من ذي الحجة و بركتها، فمن عزم على أمر ما بصدق، أعانه الله سبحانه و تعالى عليه، و يسر له من الأسباب ما يعينه على ذلك أيضا، و أخيرا و ليس آخرا فإن على المسلم أن يستقبل العشر الاوائل من ذي الحجة بالبعد عن المعاصي و هجر الذنوب و الآثام ، فإن الطاعات سبب في قرب العبد إلى الله جل و علا، و المعاصي سبب في بعده عنه، و قد يحرم العبد المسلم رحمة الله بذنب أذنبه، فالواجب إذن أن يحذر من ارتكاب المعاصي في هذه الأيام العظيمة ألا و هي العشر من ذي الحجة.

      فضل العشر الاوائل من ذي الحجة كل يوم

    إن العشر الاوائل من ذي الحجة أيام عظيم أجرها و ثوابها عند الله سبحانه و تعالى و عظيمة الشأن في ديننا الإسلام، و قد ورد في تعظيم شأن هذه الأيام عدد من نصوص القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، و فيما يأتي بيان جانب من فضل عشر ذي الحجة:

  •  أولا فقد أقسم الله سبحانه و تعالى العشر الاوائل من ذي الحجة في قوله سبحانه و تعالى في سورة الفجر الآية 1-2 : { و الْفَجْرِ * و لَيَالٍ عَشْرٍ } ، و قد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه و أرضاه وعن غيره قولهم إن المراد بالعشر في الآية الكريمة عشر من ذي الحجة، و إذا أقسم الله سبحانه و تعالى بأمر ما فهذا دليل على عظمة مكانته في ديننا الاسلام، لأن العظيم جل جلاله لا يقسم إلا بعظيم، و من الجدير بالذكر أن الله سبحانه و تعالى له أن يقسم بما شاء في حين أن العبد إن أراد القسم عليه أن يقسم بالله وحده فقط.
  •  أيضا قد أخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم أن العابد في العشر الاوائل من ذي الحجة أفضل من المجاهد في سبيل الله عز و جل و هذا ما يعلمه إلا قليل من الناس، حيث قال عليه الصلاة و السلام :{ ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه، قالوا: و لا الجهاد؟ قال: و لا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه و ماله، فلم يرجع بشيء }.
  • من الجدير بالذكر أيضا قول جمهور العلماء و منهم ابن عباس أن العشر الاوائل من ذي الحجة هي الأيام المعلومات المذكورة في قول الله سبحانه و تعالى في سورة الحج الآية 28 : { وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ }.
  •  أيضا ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنه أخبر بأن العمل في عشر ذي الحجة هو أحب الأعمال إلى الله عز و جل من العمل في غيرها من الأيام الخوالي، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: { ما من أيامٍ أعظم عند الله و لا أحب إليه العمل فيهن من أيامِ عشرِ ذي الحجةِ }.
  •  يأتي يوم عرفة في الأيام العشر من ذي الحجة، و هو يوم عظيم في ديننا الإسلام و خصوصا لدى حجاج بيت الله الحرام، فهو يوم الحج الأكبر و يوم مغفرة الذنوب و العتق من النيران.
  • يأتي في الأيام العشر من ذي الحجة أيضا يوم النحر، و هو أفضل أيام العام في قول بعض العلماء جزاهم الله خيرا.
  • تجتمع في الأيام العشر الاوائل من ذي الحجة أمهات العبادات من صيام و صدقة و حج و صلاة، و هذا لا يكون في غيرها من أيام العام أبدا.
كانت هذا هو فضل العشر الاوائل من ذي الحجة كل يوم نترككم مع الأعمال المستحبة أثناءها.

      أعمال مستحبة في الأيام العشر الاوائل من ذي الحجة

     ذكرنا فيما سبق بأن عشر ذي الحجة الأعمال فيها أحب الى الله لذلك فيستحب للمسلم أن يكثر من الطاعات و العبادات في هذه الأيام، و مما ورد من تلك الطاعات المستحبة فيها ما يأتي :

  •  أولا الصيام ؛ فيستحب للمسلم أن يصوم الأيام التسع الأولى من الأيام العشر من ذي الحجة، لما في الصيام من فضائل و أجور عظيمة لا يعلمها إلا هو سبحانه و تعالى، ثم إن الرسول صلى الله عليه و سلم- كان يصوم تلك الأيام التسع لذلك وجب علينا اتباعه لمن استطاع ذلك فمن لم يقدر فصيام بعضها أفضل ومن لم يقدر فلا يحرم نفسه من صيام يوم عرفة و أجره العظيم الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى فصيام هذا اليوم يكفر سيئات العبد في العام الماضي و العام المقبل كما ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم.
  • ثانيا الإكثار من ذكر الله سبحانه و تعالى، و منه التهليل و التكبير و التحميد، فهي سنة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأيام العشر من ذي الحجة، و التكبير فيها صار من السنن المهجورة في هذا الزمن زمننا الحالي، فينبغي الجهر به إحياء لهذه السنة بين الناس و تذكير الغافلين منهم بعظمة أجره.
  • ثالثا أداء نسك الحج و العمرة، و هذه من أعظم الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في الأيام العشر من ذي الحجة.
  • أخيرا الأضحية ؛ و هي من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه و تعالى، فيستسمن أضحيته و يبذل ماله في سبيل ذلك ثم يذبحها قربة إلى الله جل و علا.

اقرأ أيضا: كيفية ذبح اضحية العيد بالتفصيل

اقرأ أيضا: شروط الصيام ومبطلاته
youness mouftakhir
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع اسلام .

جديد قسم : تساؤلات

إرسال تعليق