كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه

كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه

كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه

   السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أحبتي متابعي موقع اسلام اليوم ان شاء الله سأختص وإياكم بالاجابة عن سؤال كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه؟ وسنحاول أن نحيط بشتى الجوانب كما عهدتمونا على هذا الموقع، ونشرع في ذلك على بركة الله:

      حقيقة الموت لدى العبد المسلم

     إن الموت يقصد به خروج الروح من الجسد، و سكون البدن و توقف حركته إلى الأبد، و بهذا يكون الانتقال من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة و هي دار الخلود الأبدي، فإما أن يخلد العبد في الجنة أو النار و ذلك يظهر من حسن الخاتمة أو سوء الخاتمة الخاصة بالعبد ،و هذا الموت عكس الحياة الملازمة للروح و البدن و اتصالها به، و العبد المسلم إلى ربه يعلم أشد العلم بأن الحياة الدنيا هي فقط مرحلة يمر بها الإنسان و اختبار له من أجل نيل رضا الله؛ ليصل إلى الدار الآخرة، التي خلق لأجلها، و للاستقرار بها للأبد، و قد ذكر الله سبحانه و تعالى كل ما ذكرناه جليا في كتابه الكريم، حيث قال سبحانه في سورة الملك الآية 2:{ الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور } ، فخلق الله جل في علاه الموت سبيلا للوصول إلى الدار الآخرة كما ورد في الآية الكريمة، و على الانسان المسلم الذي يدرك حقيقة الموت و الحياة أن يتجهز و يعمل جاهدا لهذا اليوم، و يضعه أمام عينه ما أطال الله في عمره، فإنه اليقين الآكد بين حقائق الدنيا كلها، مصداقا لقول الله سبحانه و تعالى لنبيه الكريم في سورة الزمر الآية 30:{ إنك ميت و إنهم ميتون } ، فلو كان عبد ما ناجيا من الموت لنجا منه الأنبياء أولا الذين هم أقرب إلى اللهع منا، و لقد ورد في الشرع الإسلامي كيفيّة التعامل مع الميت منذ لحظة وفاته، و كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه، و الحفاظ على حرمته بعد وفاته، و ظهر ذلك بأن فصل رسول الله صلى الله عليه و سلم الطريقة الصحيحة لتغسيل و تكفين الميت قبل إنزاله في القبر و خصصنا هذا المقال لذكر كل هذه الخطوات بإذن الله أسأل الله تعالى أن يوفقني و إياكم.

       كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه

     لقد أخذ غسل الميت في دينا الاسلام حكم فرض الكفاية، و يكون تغسيل الميت كما سنبين في الخطوات الآتية إن شاء الله تعالى:

  • أولا نقوم بوضع الميت فوق سرير الغسل بكون رفق، ثم نجرده من ملابسه، و نضع قطعة من القماش الثخينٍ على عورته من أجل سترها، و يجب أن يكون الغطاء ثخينا ، لا يصف حاله ، خاصة أثناء صب الماء على الميت.
  • نجلس العبد الميت برفق، و نمسح على بطن الميت مسحا خفيفا ؛ من أجل خروج ما في بطنه من بول أو غائط إن وجد فيه، و من الجدير الإشارة إلى أن المرأة الحامل الميتة لا يمسح على بطنها البثة.
  • ثم بعد ذلك نغسل أسفل الميت، و من الضروري للمغسل أن يلبس قفازا فذلك ينجيه.
  • لا بد للمغسل أن ينوي نية تغسيل الميت ، فيسمي عليه ، ثم يقوم يتوضيئه، و ذلك بفعله كما في وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال في غسل ابنته:  { ابدأن بميامنها و مواضع الوضوء منها } ، و يراعي المغسل في المضمضة و الاستنشاق ألا يدخل الماء في أنف و فم الميت أبدا، بل يدخل المغسل فقط قطنة مبلولة ثم يخرجها.
  •  فيبدأ المغسل بعد ذلك بغسل عموم جسد الميت ، فينضح الماء على رأس الميت ، ثم يغسل شقه الأيمن كله ، ثم بعد ذلك يغسل شقّه الأيسر كله هو الآخر ، و يكون هذا الغسل بالماء و الطيب ، فقد يستخدم المغسل الماء و السدر، أو قد يستخدم المغسل الماء و الصابون، و تكون آخر غسلة للميت بالماء و الكافور، فإن لم يجد المغسل فجاز له تغسيله بالماء و المسك.
  • لا ننسى أن الغسل يعاد ثلاثة مرات ، أو خمس ، أو سبع ، و هكذا حسب حاجة الجسد ، إلا أن عدد الغسلات يجب أن تكون بعدد فردي لا بد.
  • أخيرا ننشف الميت، و يجب ألا يكفن الميت و جسده مبلل.
  • في حالة كون الميت امرأة، فيزاد عمل ثلاث ضفائر لشعرها، ثم إسدالهن خلف الرأس.

     بعد الإنتهاء من عملية تغسيل الميت، يأتي بعدما ينشف الميت من الماء مباشرة تكفينه باللفائف البيضاء ؛ و ذلك استعدادا لإنزاله في القبر ، و في ما يأتي الطريقة الأفضل في التكفين بإذن الله، إلا أن الغاية من التكفين ستر البدن كله، و لو كان ذلك فقط في ثوب واحد لا غير:

  •  يستحب أن يلف الرجل الميت بثلاث لفائف بيضاء ، و قيل لدى بعض العلماء بإن المرأة يجب أن تلف بخمسة لفائف بيضاء : إزار ، و خمار ، و قميص ، و لفافتين ، و قيل لدى آخرين : المرأة مثلها مثل الرجل تماما، تلف هي الأخرى بثلاث لفائف بيضاء، حيث قالت أمنا عائشة رضي الله عنها عن كفن رسول الله صلى الله عليه و سلم :{ كفن رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاث أثواب بيض سحولية، من كرسف، ليس فيها قميص و لا عمامة }، و كان من كفن رسول الله صلى الله عليه و سلم هما: الصحابيان الجليلان أبو بكر الصديق، و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما و أرضاهما.
  •  يستحب أيضا للكفن أن يجمير، و تبخير هذه اللفائف البيضاء، و قد يكون تجميرها قبل لفها على الميت، و قد ورد في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: { إذا أجمرتم الميت فأوتروا ، و في رواية: فأجمروه ثلاثا }.
  •  ثم يتم وضع اللفائف البيضاء الثلاث بعضها فوق بعض ، و وضح الحنوط؛ و هو عطر يصنع خصيصا للميت، حيث يوضع بين اللفائف الثلاث، ثم يوضع فوقها الميت مستلقيا على ظهره.
  • بعد ذلك يؤخذ شيء من الحنوط، و يوضع بين إليتي الميت؛ لإبعاد الرائحة الكريهة عنه.
  •   ثم حينها يوضع باقي الحنوط فوق مواضع سجود الميت، و منافد وجهه، و منافد الوجه المقصودة في قولنا هذا هي: العينين، و الشفتين، و الأنف، و زاد بعض العلماء بقوله الأذنين كذلك يجب أن يوضع فيهما الحنوط ، و مواضع السجود المقصودة هي: الجبهة ، و الأنف ، و الكفان ، و الركبتان ، و أطراف القدمين.
  • ثم يرد طرف اللفافة العليا على شق الميت الأيمن، و يرد طرفها الآخر من فوقه على الشق الآخر منه، و كذلك يفعل باللفافة الثانية و الثالثة.
  •   أخيرا تعقد هذه اللفائف على الميت؛ حتى لا تتفتح أثناء نقله و الصلاة عليه، و لم يذكر عدد العقدات تحديدا، فقد تكون عقدتين؛ إحداهما عند رأس الميت، و الأخرى عند قدميه، و قد يحتاج في الوسط اثنتين أو ثلاث فلا بأس في ذلك.


      أحكام في كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه

    هناك بعض الأحكام الفقهية التي تتعلق بتغسيل الميت ، و تكفينه ، و المغسل للميت و غير ذلك من الأحكام التي وجب علينا ذكرها، و في ما يأتي بيان بعضها:
  • في حالة إذا كانت المتوفية مطلقة طلاقا رجعيا، و لا تزال في عدتها، فلا بأس أن يغسلها، و يكفنها، زوجها نفسه.
  • يرى أهل العلم جواز أن يغسل المرأة أو الرجل الأطفال الذين لم يبلغوا سن السابعة.
  • أيضا يكون تغسيل الحائض و الجنب إذا ماتا كغيرهما، فلا وجود لدليل في السنة و لا في القران على وجوب غسلهما من الحيض و الجنابة أولا؛ فقد خرجتا من أحكام التكليف، و تغسيل الميت تعبد واجب على الأحياء.
  •  في حالة إذا مات العبد المسلم محرما فإنه يغسل و لا يطيب ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم فيمن مات محرما:{ اغسلوه بماء و سدر، و كفنوه في ثوبين ، و لا تمسوه طيبا ، و لا تخمروا رأسه ، و لا تحنطوه ، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا }.
  • أولى الناس بتغسيل الميت من أوصاه الميت بذلك، فقد أوصى أبو بكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه أن تغسله زوجته أسماء، و أوصى أنس بن مالك رضي الله عنه و أرضاه أن يغسله ابن سيرين.
  • إن حكم غسل الميت و تكفينه و الصلاة عليه فرض كفاية، إذا أداه بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين.هذا ما يخص احكام في كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه

اقرأ أيضا: علامات الاحتضار قبل الموت

اقرأ أيضا: وصف الجنه كما وصفها الرسول

اقرأ أيضا: ما هو عذاب القبر بالتفصيل

youness mouftakhir
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع اسلام .

جديد قسم : تساؤلات

إرسال تعليق