حكم الافطار في رمضان عمدا دون عذر
![]() |
حكم الافطار في رمضان عمدا دون عذر |
الصيام
إن الصيام لغة يعرف لدى الكل بأنه الإمساك والامتناع عن الشيء، أما الصيام في الشرع فهو الإمساك المخصوص في الوقت المخصوص والمحدد إلى الأجل المخصوص والمحدد بكيفية مخصوصة و محددة، أي هو الامتناع عن الطعام والشراب والشهوات وكل المبطلات الأخرى من طلوع الفجر إلى غروب الشمس طاعة لله سبحانه وتعالى، وقد فرضه الله سبحانه وتعالى على الناس المسلمين خلال شهر رمضان الكريم.حكم الصيام
إن الصيام في شهر رمضان الكريم يعتبر فرض من الفروض الربانية التي لا خلاف عليها، وقد ثبت ذلك وورد بنص القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين، وفيما يأتي بيان لقونا هذا:- الدليل على ذلك من القرآن الكريم: قول الله سبحانه و تعالى:{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، وكذلك قول الله عز وجل :{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدىٰ والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
- الدليل على قزلنا من السنة النبوية الشريفة: قوله صلى الله عليه وسلم:{بني الإسلام على خمس، على أن يعبد الله ويكفر بما دونه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:{إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا}.
- إجماع المسلمين والعلماء عامة: لقد أجمع المسلمون والعلماء عامة على فريضة صوم شهر رمضان المبارك، وأنه بدوره أحد أركان الإسلام الخمسة المذكورة سابقا، فمن أنكر وجوبه بعد إقامة الحجة عليه فقد كفر.
حكم الافطار في رمضان عمدا دون عذر
إن الافطار في رمضان له عدة حالات، ولكل واحدة منها الحكم الخاص بها، وفيما يأتي بيان لذلك:
- حكم الافطار في رمضان بغير عذر: فكل عبد من عباد الله تعالى أفطر ولو يوما من رمضان متعمدا إفطاره، ودون عذر مبيح لذلك، فقد ارتكب إثما عظيما وذنبا كبيرا، بل ووقع في كبيرة من كبائر الذنوب، بالاستناد على قول الإمام الذهبي في كتابه "الكبائر":(وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض أو غرض، أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال)، ويترتب على من وقع في هذا الاثم العظيم ألا وهو افطار رمضان، أن يتوب إلى الله جل جلاله، ويندم على فعلته تلك، ويعزم على عدم العودة إلى ذلك وعدم الافطار مرة أخرى بدون أعذار، وعليه قضاء تلك الأيام التي أفطرها.
- حكم الافطار في رمضان بسبب الجماع: فمن وقع منه جماع من المسلمين الصائمين خلال نهار رمضان، فعليه بالتوبة من هذا الفعل الشنيع الذي يبغضه الله، وعليه بقضاء الأيام التي أفطرها، وعليه إضافة إلى ذلك كفارة افطار رمضان عن كل يوم عنه وعن زوجته إن كانت مطاوعة له وعالمة بالحكم، وكفارة الجماع هي عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع العبد التائب، فعليه بإطعام ستين مسكينا من طعام أهل البلد.
- حكم الافطار في رمضان لعذر من الأعذار المبيحة لذلك: وينقسم ذلك إلى قسمين وهما:
- اللأعذار الموجبة للقضاء بعد الإفطار: مثلا: السفر، والمرض الذي يرجى شفاؤه، والحمل والرضاعة (إن ترتب ضرر على الصيام معهما) وغيرها من هذه الأسباب التي وجب القضاء بعدها، فمن أفطر من الناس بسبب عذر من هذه الأعذار فإن عليه قضاء الأيام التي أفطرها.
- الأعذار الموجبة للفدية بدون القضاء: مثلا: عذر كبر السن الذي يشق ويصعب على صاحبه صوم شهر رمضان المبارك، وعذر المرض الذي لا يرجى الشفاء منه، فمثل هذه الأعذار تلزم صاحبها عندما يفطر الفدية فقط دون القضاء، والفدية أو الكفارة هي إطعام مسكين عن كل يوم يفطر فيه صاحبه.
مبطلات الصيام وما يترتب عليها
و مبطلات الصيام هي الأمور التي تفسد على المسلم صيامه وتفطره، و بدورها تقسم إلى قسمين: مبطلات الصيام التي توجب القضاء فقط، ومبطلات الصيام التي توجب القضاء والكفارة معا، وفيما يأتي بيان لذلك:
- مبطلات الصيام التي توجب القضاء فقط
- المأكل والمشرب والذي بدوره معروف بإفساده للصيام
- قيء العبد الصائم.
- خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة.
- الاستمناء( وهو خروج السائل المنوي).
- أيضا استحضار نية الافطار
- الارتداد عن الاسلام.
- مبطلات الصيام التي توجب القضاء والكفارة معا:
وهي واحدة الجماع في نهار رمضان.
ملحوظة هامة: إن مبطلات الصيام التي تم ذكرها سابقا جميعها ما عدا خروج الحيض والنفاس من المرأة، فهي لا تفطر إلا بتحقق بعض الشروط وهي ثلاثة شروط في الصائم، وهي: العلم؛ أي أن يكون الصئم عالما بالحكم و غير جاهل به، و أيضا الشرط الثاني وهو التذكر؛ أي أن يكون الصائم متذكرا غير ناس، و أخيرا القصد؛ أي أن يكون مختارا متعمدا غير مكره.
الحكمة من مشروعية الصيام
إن لله سبحانه و تعالى حكم كثيرة في كل شيء، فهو الحكيم عز و جل، ولم يشرع أي حكم من الأحكام إلا وكانت فيه الحكم العظيمة والفوائد الكثيرة التي يعلمها قبلنا، والتي قد نعلمها لكن بعضها يبقى خفيا، أو قد تخفى علينا، والصوم واحد من هذه الأحكام التي فرضها الله سبحانه و تعالى علينا وذكر لنا حكمته في هذا الفرض، وذكر العلماء حكما أخرى له، وفيما يأتي بيان ذلك:
- إن الصيام كما هو متداول وسيلة من أعظم وسائل تحقيق تقوى الله تسبحانه و تعالى، وفعل ما أمرنا به، واجتناب ما نهانا عنه.
- أيضا الصيام وسيلة من وسائل الاستذكار للنعم التي انعم بها الله تعالى على عباده وشكره عليها، فلما يمتنع المسلم عن الطعام والشراب وغيرها من موجبات الصيام من اللذات فترة من الوقت، فإنه سيشعر لا محالة بقيمتها، ثم سيشكر الله عليها حق شكره.
- بالإضافة إلى أن الصيام وسيلة أيضا من الوسائل التي تقود المسلم إلى الابتعاد عن المحرمات بل وتركها، فكما امتنع عن الحلال (الطعام والشراب) امتثالا لأمر الله، فإن ذلك سيقوده إلى الامتناع عن الحرام من باب أولى.
- علاوة على أن الصيام وسيلة أيضا للتغلب على الشهوات، وكبح جماح النفس في ذلك، فالنفس كما هو معروف عندما تشبع تطلب الشهوات، وعندما تجوع تمتنع عن هذه الشهوات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع منكم الباءة فليصم فإنه له وجاء}.
- الصيام أيضا وسيلة من وسائل الشعور بالآخرين والرحمة بهم والعطف عليهم، فلما يجوع الصائم يشعر حينها بالفقراء والمساكين وأصحاب الحاجة ويتعاطف معهم، فترق نفسه، وتسارع للعطف عليهم، ومباشرة سيساعدعهم حسب استطاعته.
- إن الصيام أيضا وسيلة لقهر الشيطان وغيظه والتغلب عليه، فهو يضيق مجاري الشياطين، مما يبعث القلوب إلى فعل الخيرات، والابتعاد عن المنكرات والمعاصي وكل ما نهى الله عز و جل عنه.
- الصيام وسيلة لزرع و تفكر الانسان المؤمن بمراقبة الله تعالى في نفس المسلم، لأن الصائم يترك ما يهوى، لعلمه أن الله مطلع عليه، مراقب له في سره و في علانيته.
- أخيرا وليس آخرا فإن الصيام وسيلة وسبيل لتحقيق الزهد في الدنيا وملذاتها، والطمع فيما عند الله تعالى، فهو خير وأبقى ألا وهو الجنة.
اقرأ أيضا: ادعية رمضان و ادعية ليلة القدر
تعليقات: 0
إرسال تعليق