شروط الصيام ومبطلاته
![]() |
شروط الصيام ومبطلاته |
صيام رمضان
إن فضل الصيام عظيم و ذو أهمية كبيرة؛ فصيام رمضان يعتبر ركنا من أركان الإسلام الخمسة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { بني الإسلام على خمسة؛ على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج، فقال رجل: الحج وصيام رمضان؟ قال: لا، صيام رمضان والحج، هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم}، وفي ضمن ليالي رمضان ليلة عظيمة أجرها وأمرها؛ هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما قال الله سبحانه وتعالى:{ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر}، وفي الصيام وقاية لنفس الصائم من اتباع الهوى والانقياد خلف مكائد الشيطان، وفي الصيام أيضا تهذيب لنفس الصائم ولسانه وجوارحه عن ارتكاب المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها، كما أن الصيام سبب في حصول العفة والطهارة للصائم، فما شروط الصيام ومبطلاته؟اقرأ أيضا: فضل شهر رمضان
شروط الصيام
تنقسم شروط الصيام إلى ثلاثة أقسام بشكل عام؛ شروط صحة وشروط وجوب، وشروط أداء على تفصيل بين المذاهب الفقهية فيها، وفيما يأتي بيان لذلك:مذهب فقهاء وعلماء الحنفية في شروط الصيام ومبطلاته
وعند علماء الحنفية أيضا تنقسم شروط الصيام إلى ثلاثة أقسام:
- شروط وجوب: وهي ثلاثة شروط وأولها: الإسلام، فالصيام غير واجب على الكافر؛ وذلك لأن الخطاب بالصيام لم يوجه إلى الكفار ولكنه وجه للمسلمين فحسب، الشرط الثاني: العقل؛ فالصيام أيضا غير واجب على المجنون لكن شرط وقت جنونه، وليس واجبا على المغمى عليه، ولا على النائم أيضا، الشرط الثالث: البلوغ؛ فالصبي أيضا لا يجب عليه الصيام حتى لو كان مميزا عن غيره.
- شروط وجوب الأداء: شروط وجوب الأداء هما شرطان؛ الأول: الصحة؛ فالصيام ممنوع على الشخص المريض، وإن كان واجبا عليه قضاؤه بعد شفائه من مرضه، الشرط الثاني: الإقامة؛ فالمسافر أيضا لا يجب عليه الصيام، وإن كان واجبا عليه القضاء.
- شروط صحة الأداء: شروط صحة الأداء هما شرطان؛ الأول: أن تكون المرأة طاهرة من الحيض والنفاس؛ فمن الخطير للمرأة الحائض أو النفساء أداء الصيام وإن كان في الأصل واجبا عليهما. الشرط الثاني: النية؛ فمن الخطأ أيضا أداء الصوم إلا مع وجود وتوفر نية الصوم؛ وذلك من أجل التمييز بين العبادات و العادات، و من الجدير بالذكر أنه يكفي في النية حضورها في القلب، وأيضل من السنة التلفظ بها، ووقت النية من بعد غياب شمس كل يوم إلى ما قبل نصف النهار في اليوم التالي.
مذهب فقهاء الشافعية في شروط الصيام ومبطلاته
وعند علماء الشافعية وفقهائهم أيضا تنقسم شروط الصيام إلى قسمين:
- شروط وجوب: والتي بدورها أربعة شروط؛ الأول: البلوغ؛ فالصيام غير واجب على الصبي؛ لكنه ينصح به إذا بلغ سبع سنين. وليس هناك مشكل إن حرصت على عدم إفطار أبنائك إلا إذا دعت الضرورة فليفطروا فصحتهم أولى. الشرط الثاني: الإسلام؛ فالصيام أيضا غير واجب على الكافر؛ لأنه غير مؤمور به والصيام ركن من أركان الإسلام لذلك هو محظور على الكافر. الشرط الثالث: العقل؛ فصيام المجنون وقت جنونه، والسكران وقت سكره ليس صيام لذلك هو غير واجب، وأيضا المغمى عليه ؛ لكن يلزمه قضاؤه بعد إفاقته.
- شروط صحة: والتي بدورها أربعة شروط؛ الأول: الإسلام وقت الصيام، فصيام الكافر ليس صحيحا في الأصلل، ولا مرتد. الشرط الثاني: التمييز، فلا يصح الصيام من شخص غير مميز لما يدور حوله. الشرط الثالث: وجبت الطهارة من الحيض والنفاس والولادة وقت الصيام. الشرط الرابع: الوقت الذي يصوم فيه الشخص يجب أن يكون قابلاً للصيام في الأصل؛ فلا يصح صيام يومي العيد وأيام التشريق وغيرها.
مذهب فقهاء المالكية في شروط الصيام ومبطلاته
وعند علماء المالكية وفقهائهم أيضا تنقسم شروط الصيام إلى ثلاثة أقسام:
- شروط وجوب: والتي بدورها شرطان؛ الأول: البلوغ؛ فصيام الصبي لا يصح. الشرط الثاني: القدرة على الصيام؛ فالصيام لا يصح على العاجز عنه.
- شروط صحة: وهما ثلاثة شروط؛ الأول: الإسلام؛ فصيام الكافر لا يصح. الشرط الثاني: أن يكون الوقت قابلا للصيام فيه، فصيام يوم العيد لا يصح في الأصل. الشرط الثالث: النية؛ فلا يصح الصيام أبدا بدون توفر و وجود النية.
- شروط وجوب وصحة معا: وهي ثلاثة شروط؛ الأول: العقل؛ فلا يجب الصيام على المجنون سواء المؤقت أو الدائم عليه الجنون ولا على المغمى عليه أيضا. الشرط الثاني: طهارة المرأة من دم الحيض والنفاس، فالصيام لايجب على الحائض ولاعلى النفساء وصيامهما غبر صحيح. الشرط الثالث: دخول شهر رمضان فلا يجب صيام رمضان قبل ثبوت ورؤية هلاله، بل ولا يصح أبدا.
مذهب الحنابلة في شروط الصيام ومبطلاته
شروط الصيام عند فقهاء الحنابلة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- شروط وجوب: والتي بدورها ثلاثة شروط: الإسلام؛ فلا يجب الصيام على الكافر؛ لأنه غير مخاطب أو مأمور به. الشرط الثاني: البلوغ؛ فلا يجب الصيام على الصبي. الشرط الثالث: القدرة على الصيام؛ فالصيام لا يجب على العاجزعنه إما بسبب كبره في السن أو لمرض لا يرجى شفاءه.
- شروط صحة: والتي أيضا بدورها ثلاثة شروط؛ وأول هذه الشروط: نية صيام رمضان؛ ووقتها من غروب الشمس إلى طلوع الفجر؛ إذا كان الصيام فرضا كصيام رمضان مثلا، أما إذا كان الصيام نافلة أي في غير رمضان فتصح النية في النهار ولو بعد زوال الشمس. الشروط : الطهارة؛ انقطاع دم الحيض عن المرأة. الشرط الثالث: انقطاع دم النفاس عن المرأة.
- شروط الوجوب والصحة معا: والتي بدورها ثلاثة شروط: الأول: الإسلام؛ فلا يجب الصيام على الكافر ولا يصح منه صيامه أبدا حتى يسلم، الشرط الثاني: العقل، فلا يجب الصيام على المجنون، بل وصيامه غير صحيح أيضا. الشرط الثالث: التمييز فلا يصح الصيام من شخص غير مميز مثل الصبي الذي لم يبلغ سبع سنين.
معنى الصيام في رمضان
الصيام لغة: هو الإمساك عن الأكل والشرب. وقد قال ابن فارس في مقاييس اللغة: الصاد والواو والميم أصل يدل على الإمساك والركود في مكان، ومن ذلك صوم الصائم، أي؛ إمساكه عن طعامه وشرابه وسائر ما منع عنه. الصيام في الاصطلاح فهو: الإمساك عن الطعام والشراب والجماع أيضا. و رمضان في اللغة أصله جاء من الرمض؛ وهو حر الحجارة من شدة حر الشمس، والاسم منه الرمضاء، وأرض رمضة بالحجارة، ومن هنا سمي باسم رمضان لأنه فرض في شدة الحرارة، ورمضان اسم للشهر المعروف، وقيل في سبب تسميته باسم رمضان أنهم لما نقلوا أسماء الشهور من اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر، فسمي بذلك الاسم.مبطلات الصوم
إن الصائم لما يقوم بأحد الأمور سيبطل صيامه لا شك وإليكم مبطلات الصيام:
- مثلا أن يقوم الصائم بالأكل أوالشرب عامدا أي أنه لم يكن في حالة نسيان، أو خطأ، أو إكراه، وهذا الأمر سواء أكان الأكل أو الشرب مما يتغذى به الإنسان، أو مما لا يتغذى به.
- تقيؤ الصائم عمدا وليس إكراها أو مما خرج عن سيطرته.
- الجماع؛ أن يقوم الزوج بمجامعة زوجته أثناء الصيام أي في النهار.
- أن تكون المرأة في حالة حيض أو نفاس.
- عقد الصائم لنية الصيام، لكن ذلك بشرط أن تكون نيته جازمة لا ينقصها إلا التطبيق فقط.
اقرأ أيضا: وقت ليلة القدر
شكرا
ردحذف