مبطلات الصيام في رمضان
![]() |
مبطلات الصيام في رمضان |
الصيام:
كما هو معروف فالصيام في اللغة بأنه الإمساك عن الشيء، لقول الله سبحانه و تعالى:{فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمَن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا}. أما المعنى الشائع للصيام في الاصطلاح فهو الإمساك عن سائر المفطرات، من أكل وشرب وغيرها، منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، بنية التقرب إلى الله عز و جل.مبطلات الصيام في رمضان:
لقد اختلف علماء الدين في هذا الموضوع باستنادهم على الأدلة الشرعية (القران والأحاديث)، وعلى هذا، قسمت هذا المبطلات إلى قسمين، قسم لا اختلاف فيه أي مجمع عليه، ونوع تعددت فيه آراء العلماء:مبطلات الصيام في رمضان التي أجمع عليها العلماء:
- الأكل والشرب من المبطلات، وعلى فاعلها إثم عظيم، لذلك وجب عليه قضاء ما أفطره من أيام رمضان، فقد قال ابن المنذر:(لم يختلف أهل العلم أن الله عز وجل حرم على الصائم في نهار الصيام الرفث وهو الجماع والأكل والشرب).
- الجماع هو الآخر من مبطلات الصيام في رمضان وفي غيره، وعلى من فاعلها إثم عظيم، والقضاء والكفارة المغلظة، و هذه الأخيرة أي الكفارة تكون بفك رقبة، فإن لم يجد الآثم فصيام شهرين متتابعين، فإذا لم يستطع فعليه بإطعام ستين مسكينا. وقد جاء في الحديث النبوي الشريف ما يدل على أن الصيام يكون بالامتناع عن الجماع:{والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائمِ أطيب عند الله من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به ، والحسنة بعشر أمثالها}، يقول شيخ الإسلام و الدين ابن تيمية:(ما يفطر بالنص والإجماع وهو: الأكل والشرب والجماع).
- الحيض والنفاس: وهي الأخرى من المبطلات، حتى ولو كانت قبل الغروب بلحظات(قبل انقضاء اليوم)، وعلى المرأة القضاء، ولا إثم عليها، وهو كما جاء عن ابن قدامة بإجماع علماء الدين على هذه المسألة.
- الردة: فالصيام غير مقبول من غير المسلم، فالصيام مثله مثل العبادات الأخرى يحتاج إلى النية، ومن كفر بالله عز و جل فقد خرج بنيته عن ديننا الإسلام، وعليه أن يقضي هذه الأيام بعد عودته لدين الإسلام، مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى:{ولَئن سألتَهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءايـٰته ورسوله كنتم تستَهزءون * لا تعتذرواْ قد كفرتم بعد إيمـٰنكم}.
- التقيء عمدا: لقد أجمع أهل العلم الأربعة في مذاهبهم على أن الإستقاء عمدا يفطر الصائم، وعلى المسلم أن يقضي هذا اليوم.
مبطلات الصيام التي اختلف فيها العلماء:
- أولا أكل الصائم ما لا يؤكل: ويكون كبلع الحصى، والتراب، والحديد و الصابون وغيره مما لا يؤكل، أجمع في هذا العلماء الأربعةعلى أنه من أكل شيئا لا يؤكل في الأصل فقد أفطر، إلا أن كل من أبي طلحة الأنصاري والحسن بن صالح فأجمعا بعدم الإفطار، و لكن الرأي الأول كان أقرب إلى الصواب وهو الراجح في الحكم، وذلك لأن من شروط الصيام هو عدم إدخال أي شيء إلى الجوف سواء عن طريق الفم أو غيره.
- مرور وإدخال شيء لجوف الصائم دون طريق الفم: و فيما يأتي بيان لذلك:
- قطارة الأنف والأذن: لقد أجمع كل من الحنفية، والشافعية، والحنابلة بإفطار المسلم إذا استعمل قطرة الأنف والأذن خلال صيامه، إلا أن المالكية اختلفوا عنهم وأقروا بتمام الصيام وعدم إفطار الصائم طالما لم يصل المحلول إلى الحلق.
- التزين و وضع الكحل أثناء الصيام: قال كل من الحنفية والشافعية بعدم إبطال صيام من استعمل كحل العين في الصيام، إلا أن المالكية والحنابلة فأجمعوا على إفطار المسلم إذا وصل الكحل إلى الحلق وشعر الصائم بطعمه.
- الحقنة الشرجية: لقد أجمع كل من الحنفية والشافعية والحنابلة وقالوا بأن الحقنة الشرجية سواء من قبل أو دبر فهي مبطلة للصيام، لأنه إيصال للجوف دون طريق الفم، إلا أن المالكية قالت بأن الحقنة الجامدة لا تبطل الصيام، بينما السائلة تبطله.
- قطرة الإحليل: لقد أجمع كل من الحنفية والمالكية والحنابلة على أنها لا تفطر وذلك منفذين لعدم وجود باطن الذكر والجوف، أما لدى الشافعية فإنها تفطر وتبطل الصيام لأن الإفطار يتعلق بالخارج منها بعد أخذها.
- جراحة الدماغ أوالجوف: لقد قال كل من الحنفية والشافعية والحنابلة بجمعهم بأنها مفسدة للصيام لأنها تصل إلى جوفه ودماغه، إلا أن المالكية قالت غير ذلك لأنه لو وصل إلى الدماغ لتسبب بالوفاة.
- الوطر بغير الجماع: وسيأتي بصور كثيرة سنذكر منها ما يلي:
- التقبيل:
-إذا قبل الصائم فأنزل فإنه يفطر بدون اختلاف لدى الأئمة، وقال فيها ابن قدامه:(ولأنه إنزال بمباشرة، فأشبه الإنزال بالجماع دون الفرج).
-إذا قبل فلم ينزل: فإنه صيامه باطل دون وهذا ما أجمع عليه العلماء؛ لأنه مباشرة دون جماع.
-إذا قبل الصائم فأمذى:لقد أجمع كل من الحنفية والشافعية في هذا الأمر بعدم فساد الصيام لمشابهته بالبول، إلا أن المالكية والحنابلة رأووا في ذلك أنه يفطر لأن في خروجه شهوة.
2.الاستمناء:
لقد اتفق علماء و فقهاء المذاهب الأربعة على أن الاستمناء من مبطلات الصيام في رمضان سواء كان باليد أو بغيره، لمشابهته بالقبلة التي تصاحبها الشهوة، وقال ابن حزم الظاهري أنه لا يفطر لعدم ورود نصوص شرعية بإفساده للوضوء.
3.التفكير بالشهوة:وتنقسم إلى قسمان: إذا فكر فأنزل فلا يعتبر من مفطرات الصيام، وذلك للحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم:{إنَ الله تجاوز لأمتي عن كل شيء حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به)
4.النظر إلى شهوة:
لقد أجمع كل من الحنفية والشافعية بعدم فساد الصيام لعدم احتوائه على أي صورة من صور الجماع، ولكن خالفهم المالكية والحنابلة في ذلك فأجمعا بفساد الصيام لاحتواء هذا الفعل على الشهوة والتلذذ.- الحجامة: لقد أجمع كل من الحنفية والمالكية والشافعية وابن حزم الظاهري وصرحوا بعدم إبطال الحجامة للصيام، و لكن قال الحنابلة وخالفوهم بأن الحاجم والمحجوم يفسد صيامهما.
- بلع بقايا الطعام العالق في الفم: إذا كان ذلك يسيرا و لا يمكن الاحتراز به فإن بلعه لا يفطر ولا يفسد الصيام بالاجماع لدى العلماء، و قد قاموا بتشبيهه ببلع الريق، أما إذا كان من الممكن احترازه فأجمع كل من المالكية والشافعية والحنابلة بأنه مفسد للصيام حتى لو كان يسيرا، لأنه قد بلع طعاما بمعرفته واختياره، وخالفهم الحنفية في هذا الأمر بالقول إنه لا يفطر وإن كان كثيرا، وعللوه كالبالع لريقه.
- مضغ الصائم للبان: قيل بأن مضغ اللبان لا يفسد الصيام إلا في حالة وصوله إلى الحلق، تماما مثل كحل العين، و قد ألزم المالكية على فاعل هذا بالكفارة لأنه أكل اللبان عمدا فكان إفطاره عامدا، أما لدى الحنفية فإنه يكره ولا يفطر لوصوله إلى الحلق دون شك.
- الإغماء: قال علماء الدين فيمن نوى الصيام ليلا وأغمي عليه لما بعد غروب الشمس: اختلف العلماء في ذلك فقال الحنفية أنه يفسد صومه لوجود النية، إلا أن جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة أجموا واتفقوا على فساد الصيام ووجوب قضائه.
- الأدوية العلاجية:
- بخاخ الربو: وهو الذي يحتوي على مستحضرات طبية وأوكسجين، ولقد أفتى فيها الشيخ ابن عثيمين بأنها لا تبطل الصيام، ولكن صرح بعض الأطباء وأكدوا بدخول هذه المادة إلى المعدة، وبناءا على ما سبق فإنها تفسد الصيام.
- التغذية عن طريق الأنف: في هذه الحالة يكون الأنف منفذا مثله مثل الفم تماما، وما يدخل منه بهدف التغذية يكون مفسدا ومبطلا للصيام.
- الحقنة الشرجية: وتشكل كل من التحاميل، أو اللبوس، أو أقماع البواسير، أو المراهم المستعملة في تخفيف آلام البواسير، أو خفض درجة الحرارة والحمى المفرطة، وتقوم بعملها من مكانها من خلال الأوردة الدموية، والتي بدورها لا تستغرق وقتا طويلا للقيام بعملها، وبالتالي فإنها لا تؤثر على صحة الصيام.
- الإبرة:
- الإبرة التي تقوم بإيصال المغذيات إلى غير الأوردة والشرايين: فهي لا تفسد الصيام لأنها لا تصل إلى جوف البدن من خلال المسام، كالاغتسال تماما.
- الإبرة التي تقوم بإيصال المغذيات مباشرة إلى الأوردة والشرايين: فهي تبطل الصوم لأنها تصل إلى الجوف وتمد الجسم بالجليكوز والصوديوم والأملاح المعدنية وغيرها من المغذيات، فيأخذ الجسم حاجته ويكتفي بها عن الأكل والشرب.
- عن طريق الأنف: كشم مادة مخدرة، فإذا قام الصائم بشمها دون أن يغيب عن الوعي فصيامه صحيح ولا يفسد، أما في حالة إذا غاب عن الوعي فإن صيامه يبطل بسبب فقدانه للوعي وليس بسبب المادة المخدرة.
- التخذير عن طريق الإبر الصينية: لا يؤثر على صحة الصوم لعدم دخول أي شيء إلى جوف الجسم بسببها.
- عن طريق الحقن: في حالة إذا كانت الحقنة المخدرة عن طريق الأوردة والشرايين فإن الصوم سيبطل بسبب دخول شيء إلى الجوف، أما غير ذلك من الإبر المخدّرة كإبرة العضل فلا تفطر ولا تبطل الصيام طالما أنها لم تسبب الإغماء.
كان هذا المقال بخصوص مبطلات الصيام في رمضان وفي غير رمضان.
اقرأ أيضا: فضل شهر رمضان
اقرأ أيضا: شروط الصيام ومبطلاته
تعليقات: 0
إرسال تعليق